روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | التوحيد في دعوة عيسى عليه الصلاة والسلام ـ 9

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > التوحيد في دعوة عيسى عليه الصلاة والسلام ـ 9


  التوحيد في دعوة عيسى عليه الصلاة والسلام ـ 9
     عدد مرات المشاهدة: 2178        عدد مرات الإرسال: 0

¤ إبطال غلو النصارى في عيسى عليه السلام:

نهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو في الدين، وهو مجاوزة الحد والقدر المشروع إلى ما ليس بمشروع، ومن ذلك قول النصارى في غلوهم في عيسى عليه السلام، ورفعه عن مقام النبوة والرسالة إلى مقام الربوبية الذي لا ينبغي إلا لله، والغلو هو من أسوأ من إبتُلي به أهل الكتاب، وبخاصة النصارى، فكما أن التقصير والتفريط من المنهيات، فالغلو كذلك، ولهذا قال جل شأنه: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ}، ثم قال سبحانه: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ} أي: غاية المسيح عليه السلام ومنتهى ما يصل إليه من مراتب الكمال أعلى حالة تكون للمخلوقين، وهي درجة الرسالة التي هي أعلى الدرجات وأجلّ المثوبات.

ثم بين جل شأنه أن المسيح عليه السلام {كَلِمَتُهُ} التي {أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} أي: كلمة تكلم الله بها فكان بها عيسى، ولم يكن تلك الكلمة، وإنما كان بها، وهذا من باب إضافة التشريف والتكريم.

وكذلك قوله: {وَرُوحٌ مّنْهُ} أي: من الأرواح التي خلقها وكملها بالصفات الفاضلة والأخلاق الكاملة، إذ أرسل الله روحه جبريل عليه السلام فنفخ في فرج مريم عليها السلام، فحملت بإذن الله بعيسى عليه السلام.

ولما بيّن الله عز وجل حقيقة عيسى عليه السلام، أمر أهل الكتاب بالإيمان به وبرسله، ونهاهم أن يجعلوا الله ثالث ثلاثة أحدهم عيسى، والثاني مريم، فهذه مقالة النصارى قبحهم الله، فأمرهم أن ينتهوا، وأخبر أن ذلك خير لهم، لأنه الذي يتعين أنه سبيل النجاة، وما سواه فهو طريق الهلاك.

ثم نزه سبحانه وتعالى نفسه عن الشريك والولد فقال: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} أي: هو المنفرد بالألوهية، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، {سُبْحَانَهُ} أي: تنزه وتقدس {أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ}، لأنه سبحانه {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}، فالكل مملوكون له مفتقرون إليه، فمحال أن يكون له شريك منهم أو ولد.

المصدر: اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.